{لِكُلِّ امْرِئ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}.لا يتفرَّغ إلى ذاك، ولا ذاك إلى هذه. كذلك قالوا: الاستقامةُ أَنْ تشهدَ الوقتَ قيامةً، فما من وليٍّ ولا عارفٍ إلاَّ وهو- اليومَ- بقلبه يَفِرُّ من أخيه وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه.فالعارفُ مع الخَلْق ولكنه يُفَارقهم بقلبه- قالوا:فلقد جعلتك في الفؤادِ مُحَدِّثي *** وأَبَحْتُ جسمي مَنْ أراد جلوسيقوله جلّ ذكره: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ}.وسببُ استبشارهم مختلفٌ؛ فمنهم مَنْ استبشاره لوصوله إلى جنَّته، ومنهم لوصوله إلى الحور العين من حظيته , ومنهم ومنهم، وبعضهم لأنه نظر إِلى ربِّه فرآه.{وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرةُ}.وهي غَبَرةُ الفُسَّاق. {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ}. وهي ذُلُّ الحجاب.